التهاب الجيوب الأنفية الاسباب والاعراض والعلاج

التهاب الجيوب الأنفية  الاسباب والاعراض والعلاج

التهاب الجيوب الأنفية 


التهاب الجيوب الأنفية  الاسباب والاعراض والعلاج



يعد التهاب الجيوب الأنفية واحدا من الامراض الشائعة، التى تصيب الانسان في مختلف مراحل حياته، إلا أن اكثر ما يصابون به يشفون، لكن القليل منهم تظهر لديهم مضاعفات خطيرة. ومع ذلك فإن فهم هذه الحالة سوف يمكّن المرء من تقليل فرص ظهور المرض لديه، حتى وإن تعرض لهجمة التهاب الجيوب الأنفية، فإنه سيكون على علم بالكيفية التي يعجل فيها من فرص الشفاء والتقليل من أخطار المضاعفات.


والجيوب الأنفية Sinuses هي حجيرات مملوءة بالهواء توجد داخل عظام الوجه، ولدى كل شخص أربعة أزواج من الجيوب.


ويبطن كل من هذه الجيوب، بغشاء يفرز المخاط. وعندما يكون  الجسم سليم ، فإن المخاط، السائل المائي الخفيف، يمر بسهولة من الجيوب نحو الجزء الأعلى من الأنف. ولكن، وعندما تلتهب الجيوب الأنفية، يصبح المخاط سميكا ولزجا، ولذلك لا يمكنه المرور من الفتحات الصغيرة جدا المسماة ostia، التي تقود نحو الأنف. وبهذا يتراكم السائل في الجيوب، مؤديا إلى زيادة الضغط وحدوث الألم، ويصبح الشخص  مصابا بالتهاب الجيوب الأنفية.

أسباب التهاب الجيوب الأنفية


يرجع الأطباء الاختصاصيون التهاب الجيوب الأنفية إلى عدوى تسببها البكتريا. وتوجد في أنف كل منا ملايين من هذه البكتريا، كما توجد لدى الكثيرين منا الجراثيم التي تسبب عدوى الجيوب الأنفية.

هذه البكتريا في الأنف ليست ضارة، كما أنها لا تتسبب في حدوث المشاكل عندما تتغلغل نحو الجيوب الأنفية، ما دامت تنحدر بعد تغلغلها نحو الأنف مجددا. ولكن، إن كانت ممرات تفريغ الجيوب الأنفية مسدودة، فإن هذه البكتريا تتكاثر مسببة العدوى. ولذلك فإن انسداد قنوات التفريغ الرفيعة للجيوب الأنفية هو السبب الرئيسي في حدوث التهاب الجيوب الأنفية، وإعادة فتح ممرات التفريغ هو مفتاح العلاج.


مثيرات التهاب الجيوب الأنفية:


تؤكد معظم الدراسات إلى أن البرد هو أحد الأمور التي تثير أو تحفز التهاب الجيوب الأنفية. والشخص البالغ  عادة ما يصاب في المتوسط بنزلتين إلى ثلاث نزلات من البرد سنوياً. أما الطفل فيصاب بست إلى عشر نزلات. ونزلات البرد تنجم عن الإصابة بالفيروسات، وليس البكتريا، ولذلك فإن تناول المضادات الحيوية غير مفيدة في علاجها. إلا أن الفيروسات تتسبب في تورم أنسجة الأنف، الأمر الذي يؤدي أحيانا إلى انسداد الجيوب الأنفية. كما أن البرد يؤدى ايضا الى تغيير  شكل المخاط، إذ يمنعه من تأدية دوره العادي في اصطياد البكتريا. وقد تشعر بشيء من الضغط في الجيوب الأنفية عند إصابتك بالبرد، إلا أن ذلك لا يعني أنك أصبت بالتهابها، أو أنك بحاجة إلى مضادات حيوية. ولا تقود إلا واحدة من 100 نزلة برد إلى التهاب الجيوب الأنفية. وبمقدورك ان تتحاشي وقوع الالتهاب، بعملية تفريغ الجيوب الأنفية كما سنشرح لاحقاً. كما يمكنك تحسين الأمر بالتمخط بشكل رقيق من الأنف، لأن التمخط القوي بمقدوره دفع البكتريا إلى الأعلى نحو الجيوب الأنفية، والكثير من الأمور الأخرى بمقدورها سدّ الجيوب الأنفية وأن تؤدى إلى حدوث العدوى فيها. وتضم القائمة، المواد المثيرة للحساسية، دخان السجائر والأدخنة الأخرى، التغير في الضغط الجوي عند الطيران أو الغوص في المياه، الزوائد الأنفية، وانزياح غشاء الأنف.


الأعراض:


تشير الأبحاث أن الضغط المؤلم هو العرض الرئيسي.
 ويعتمد الألم على موضع الجيوب الملتهبة، إذ يكون الألم في الجبهة عندما تلتهب الجيوب الأمامية، وفوق الوجنتين أو في الفك الأعلى والأسنان (الجيوب الفكية)، وخلف العينين (الجيوب المصفوية والوتدية) أو في أعلى الرأس (الجيوب الوتدية). ويزداد ألم الجيوب الأنفية عادة عند الانحناء إلى الأمام.

بالاضافة الى ذلك تشيع أعراض احتقان الأنف، وظهور إفرازات بألوان غامقة من الأنف. وعندما تنزل قطرات المخاط من خلف الأنف إلى البلعوم، فسوف تشعر بطعم كريه، وقد تظهر لديك رائحة كريهة في الفم أو سعال. كما قد تفقد مؤقتا حاسة الشم أو التذوق، وأخيرا فقد تشعر بالحمى، والأوجاع، والتعب.


التشخيص:


في اغلب الحالات - يمكن للطبيب تشخيص التهاب الجيوب الأنفية، بالسؤال عن أعراضها. وإن كان الضغط على الجيوب يسبب الألم، فإنك مصاب على الأكثر بالتهابها.

ويؤدي التصوير  المقطعي دوره المساعد في التشخيص إن كان التهاب الجيوب الأنفية شديدا بشكل غير استثنائي، وإن بدأ الطبيب يشك بوجود مضاعفات له، اما أشعة إكس فهي أقل فائدة. كما يمكن لأطباء الأنف والأذن والحنجرة تشخيص التهاب الجيوب الأنفية بمنظار الأنف.

العلاج


التفريغ: صنف الاختصاصيون علاج الجيوب الأنفية الى نوعين: 

التفريغ والمضادات الحيوية.
والكثير من المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية سيشفون بسرعة نهائيا، من دون تناول المضادات الحيوية، بل باتباع طريقة التفريغ.

وفي ما يلي ما يجب عليهم عمله:

شرب كميات كبيرة من الماء، لأن التروية المائية تساعد على إبقاء المخاط خفيفا وسائلا.

التهاب الجيوب الأنفية  الاسباب والاعراض والعلاج

استنشاق البخار، وذلك بالاستحمام فترة أطول في «الدوش» الحار. أو بغلي الماء في إبريق، ثم صبه في قدر، والانحناء فوق القدر بعد تغطية الرأس بمنشفة واستنشاق البخار. وحتى الشاي الحار أو شوربة الدجاج تكون مساعدة. والعنصر السري هنا هو  البخار، وعلى المريض أن يستنشق البخار 3 إلى 4 مرات يوميا.

النوم والرأس مرتفع. إن كان المريض يشعر بالالم الألم  في جانب واحد فقط، عليه أن ينام بوضع جانب وجهه الاخر الخالي من الألم على الوسادة.

كما  يمكن استخدام مزيلات الاحتقان، لأن الحبوب الحاوية على مواد pseudoephedrine أو phenylephrine مساعدة جدا، إلا أنها تقود في أحيان كثيرة إلى رفع ضغط الدم، وتسريع نبضات القلب، أو تحدث التشويش وتصيب بالأرق. إلا أن بخاخات (سبراي) الأنف الحاوية لـ phenylephrine أو oxymetazoline ليس لديها هذه الأعراض الجانبية. ولكن إن كثر استعمالها ولفترات طويلة فقد يؤدي ذلك إلى تخريش الأنف أو أن يصبح المريض معتمدا دائما عليها.

يجب استشارة الطبيب حول وصفات البخاخات الحاوية على الاسترويدات، خصوصا إن كان المريض يعاني من الحساسية أو إن كان التهاب الجيوب الأنفية لديه من النوع "العنيد".

اهمية استعمال بخاخات الماء المالح لتسييل المخاط وغسل الجيوب الأنفية.

تجنب مضادات الهستامين لأنها تزيد من الحساسية، عند سيلان الأنف في نزلات البرد، كما أنها تزيد من ثخن المخاط، الذي يصعب تفريغه، وهذا هو آخر الأمور التي يرغب فيها المريض لدى الإصابة بالتهاب الجيوب.

ان وضع كمادات دافئة على وجه المريض قد تخفف من الألم. والأدوية المخففة للآلام، التي تباع من دون وصفة طبية مثل الاسبرين، أو الأسستامينوفين تساعد في تخفيف الألم، والحمى.


المضادات الحيوية:


قد تصاب بالدهشة إذا علمت أن المضادات الحيوية ليست في  مقدمة قائمة  علاجات التهاب الجيوب الأنفية. ولكن وبفضل الإعلانات التلفزيونية والصحافية المتتالية فإن غالبية المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية يتوقعون تسلمهم للمضادات الحيوية، فيما يقوم أغلب الأطباء بتزويدها لهم. وبالفعل فقد شكلت المضادات الحيوية خطوة عظمى إلى الأمام في علاج التهاب الجيوب الأنفية، إلا أنها لا تؤدي مهمتها إلا إذا تم التوصل إلى عملية تفريغ جيدة للجيوب. وإن تم التوصل إلى تفريغ جيد فليس هناك ضرورة للمضادات الحيوية.

ورغم جودتها فإن المضادات الحيوية عليها بعض التحفظات . إذ إنها يمكن أن تثير ردات فعل الحساسية أو تقود إلى ظهور أعراض جانبية. كما أن الاستعمال المتزايد للمضادات الحيوية أدى إلى انتشار البكتريا المضادة للمضادات الحيوية (البكتريا المتفوقة). وأخيرا فإن الكثير من هذه الأدوية غالي الثمن.

وبالرغم من ذلك، فإن حدث ولم يتحسن التهاب الجيوب الأنفية خلال يومين إلى أربعة أيام من العلاج بالتفريغ، أو أن الالتهاب كان شديدا منذ البداية، فإن الطبيب سيصف المضادات الحيوية. ولأن البكتريا المقاومة غالبا ما تعيش في الأنف والجيوب الأنفية فإنه من المنطقي استعمال واحد من المضادات الحيوية الجديدة الموجهة ضد هذه البكتريا.

كما ان عددا من الدراسات أشار إلى أن المضادات الحيوية القديمة الأقل ثمنا، فعالة أيضا مثلها مثل الأدوية الجديدة التي تهاجم البكتريا المقاومة. والسبب في ذلك هو أن التفريغ هو أكثر أهمية من المضادات الحيوية في اغلب حالات التهاب الجيوب الأنفية غير المعقدة. 
كما أظهرت التجارب أن العلاج بالمضادات الحيوية لمدة 3 إلى 7 أيام هو عموما فعال بمثل فاعلية العلاج التقليدي لمدة 10 إلى 14 يوما لحالات التهاب الجيوب الأنفية غير المعقدة. والكثير من البكتريا يمكنها أن تسبب التهاب الجيوب الأنفية الحاد.

 وأكثر الأسماء شيوعا هي أسماء مخيفة للبكتريا مثل جرثومة ذات الرئة الفصيّة Pneumococcus، المكورات العقدية Streptococcus و Hemophilus وMoraxella. وما لم يكن لديك انثقاب في الجيوب الأنفية (بسبب فحص تدخلي نادر يجريه أطباء الأنف والأذن والحنجرة، أو أحياء مجهرية غير معروفة أو مضاعفات)، فإنه لا يمكن التعرف بأي طريقة، على نوع البكتريا المسببة لالتهاب الجيوب الأنفية. ومحتويات المخاط أو الأنف المزروعة مختبريا لا تساعد كثيرا هنا لأنها مليئة دوما بالبكتريا التي تعيش داخل الأنف.

المضاعفات:


الجيوب الأنفية محاطة بهياكل مهمة جدا، منها المخ، العينان، والجمجمة. وفي حالات نادرة فإن التهاب الجيوب الأنفية بمقدوره الانتشار نحو واحدة من هذه المناطق. لذا أخبر الطبيب فور شعورك بتدهور حالة التهاب الجيوب الأنفية، لدى ظهور واحد من هذه الأعراض أو أكثر مثل : 
حمى شديدة، صداع شديد، تشوش ذهني أو تيبس الرقبة، تورم الخد، الجبهة، أو سقف الحلق، تورم واحمرار وألم العين، تشوش البصر، صعوبة التنفس، البلع، أو الكلام.

ولحسن الحظ فإن مثل هذه المشاكل نادرة الحدوث. ومع ذلك فإنها تذكرنا دائما بأن التهاب الجيوب الأنفية ليس نزلة عابرة من رشح الأنف. وعلى المرضى،  الذين يعانون من ضعف المناعة، الخضوع لعناية طبية أكبر عند علاج التهاب الجيوب الأنفية لديهم.

التهاب الجيوب الأنفية المزمن

التهاب الجيوب الأنفية، الذي يدوم لفترة تزيد على ثلاثة أسابيع، أو الذي يتكرر ظهوره ثلاث مرات في السنة يطلق عليه او يسمى بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن والسبب الأكثر شيوعا لحدوث التهاب الجيوب الأنفية المزمن - هو المعالجة غير الملائمة لالتهاب الجيوب الأنفية الحاد. وبما أن التشخيص والعلاج لحالات التهاب الجيوب الأنفية الحاد قد تقدما كثيرا فقد أصبح التهاب الجيوب الأنفية المزمن أقل شيوعا مما كان عليه في الماضي.

وغالبية المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن يمكنهم الاستفادة من تقييم أطباء الأنف والأذن والحنجرة، ومنها الفحص بالمنظار، والتصوير الطبقي المقطعي. وذلك لأن المشاكل التشريحية مثل الزوائد الأنفية، أو انزياح الحواجز في الأنف، هي المسؤولة في الغالب عنها. وبما أن الحساسية تكون مسؤولة أيضا عن كثير من حالات المرض، فإن فحص الحساسية قد يكون مفيدا.

تعد إفرازات الأنف المتواصلة واحتقانه، هي أهم أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن. وما عدا ظهور نوبات مفاجئة من حالات التهاب الجيوب الأنفية، فإن الصداع أو الحمى لا يحدثان في الحالات المزمنة إلا قليلا.

وبالإضافة إلى البكتريا التي تسبب التهاب الجيوب الأنفية الحاد، فإن المكورات العنقودية Staphylococcus، والبكتريا اللاهوائية، والفطريات، قد تسبب التهاب الجيوب الأنفية المزمن. والمضادات الحيوية قد تكون مفيدة خصوصا لعلاج النوبات، إلا أنها أقل أهمية مقارنة بعملية ريّ الأنف، ومزيلات الاحتقان، وبخاخات الأنف الموصوفة طبيا. وإن كان هناك حساسية، فإن مضادات الهستامين تكون مساعدة. وفي الحالات الشديدة يكون من الضروري استخدام الاسترويدات عن طريق الفم. وكما هي الحال مع حالات التهاب الجيوب الأنفية الحاد، فإن العلاج الناجح هنا هو التفريغ. وفي حالات التهاب الجيوب الأنفية المزمن، قد تكون الجراحة ضرورية. وباستطاعة طبيب الأنف والأذن والحنجرة أيضا إزالة الزوائد الأنفية، أو تقويم الغشاء، أو توظيف المنظار لفتح قناة للتفريغ بين الجيوب الأنفية وبين الأنف.

الجيوب الأنفية وأنواعها وكيفية التعايش معها


توجد أربعة أزواج من جيوبك الأنفية المملوءة بالهواء في العظام المحيطة بأنفك.

الجيوب الأمامية sinuses frontal توجد خلف جبهة الرأس، أما الجيوب الفكية maxillary sinuses فإنها تقع خلف عظام الوجنتين، والجيوب المصفوية ethmoid sinuses تقع خلف جسر الأنف، والجيوب الوتدية sphenoid sinuses تقع عميقا داخل الجمجمة، خلف الأنف.

ومن المفيد أن نعرف أن المسح الطبقي المقطعي والفحص بالمنظار والجراحة أصبحت متوفرة سواء لتقييم التهاب الجيوب الأنفية الحاد أو المزمن، أو لعلاجهما. إلا أن من حسن الحظ أن التهاب الجيوب الأنفية الحاد يستجيب لعلاجات أبسط بكثير.

ولكي تحمي جيوبك الأنفية، حافظ على تروية الجسم بالماء، وتجنب دخان التبغ والأدخنة المؤذية. وإن كانت لديك حساسية، تجنب الأمور التي تثيرها. وتجنب الإصابة بنزلات البرد، بتكرار غسل اليدين جيدا والابتعاد عن المصابين بالبرد.

وعندم اصابتك  بنزلة برد، تمخط بشكل مناسب لمنع البكتريا من التغلغل نحو الجيوب الأنفية. وعالج أعراض التهاب الجيوب الأنفية بشكل سريع باستنشّاق البخار، ومزيلات الاحتقان، وريّ الأنف. وإن لم يتم شفاؤك كما كان مقدرا له، أو كان لديك التهاب شديد في الجيوب الأنفية أو أعراض خطيرة، راجع الطبيب للحصول على المضادات الحيوية، وربما على الاستريودات الأنفية.

إن الأطباء يعرفون جيدا لماذا نصاب بالتهاب الجيوب الأنفية، وما هو الدور الذي تقدمه لنا، إلا أنهم لا يعرفون ما هي الامور السيئة التي قد تحدث بسبب التهابها.
 والتهاب الجيوب الأنفية الحاد شائع وغير مريح، إلا أن معرفتك بكيفية العمل على إبقاء جيوبك الأنفية مفتوحة وإفراغها بحرية، فإن بإمكانك أن تحافظ عليها سليمة وبصحة جيدة. 



google-playkhamsatmostaqltradent