اية عظيمة لكل من ضاقت عليه دنياه |
من اعظم ايات القرآن الكريم
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى عن مكانة الدعاء وأثره في دفع البلاء :الدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه، وحصول المطلوب.
لما دعا نوح عليه السلام ربه ((إني مغلوب فانتصر)) الآية.. لم يخطر بباله أن الله سيغرق البشرية حينذاك بكل ما هو معها لأن قومه استخفوه واستهزأوا به وبدين الله الذي يدعوهم إليه ولم يحذروا حين أرادوا البطش به إلا من رهطه الذين معه
ونسوا بأن الله القهّار الجبار فوق رهْطه وفوق البشرية جمعاء..، فاستجاب العلي القدير السميع البصير من فوق سبع سموات لدعاء المغلوب وجاء الموعد للانتصار بإغراق سكان العالم إلا نوح ومن معه في السفينة وهذه هي الثقة بالله.
وإليكم المثال
انظر كيف استجابَ الله -تبارك وتعالى- لنوح -عليه السلام- وقد عُودي وكُذّب وأوُذي من قومه . لقد دعا ربه دعاءً عظيماً{ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ } [القمر:10] كلمات بسيطة، ولكنها عظيمةٌ مؤثّرةٌ جامعةٌ فيها معرفة الله ناصرِ كلّ مغلوب، ومفرّجِ كل مكروب، وملجأ كل إنسان .
وجاء الجواب صاعقًا مزلزلاً من الله القوي العزيز {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ}[القمر11-12] وكانت النجاةُ لنوح -عليه السلام- وللمؤمنين، والهلاكُ والدمارُ والخزيُ للكافرين .
إن دعاء سيدنا نوح -عليه السلام-{ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ } [القمر:10]
فيه شعوران متضادان :-
الأول : الشعورُ بالضعف الشديدِ والافتقار الشديد إلى الله –سبحانه- .
الثاني : الشعورُ بالقوةِ والثقةِ والطمأنينة والسكينة .
فالبعض يغمز الذين يرددون ويلهثون بالدعاء ليل نهار ولا يجدون أثراً لدعائهم وهو اعتراض مقيت فالله سبحانه وتعالى يحب الدعاء.. وهو عبادة.. ويحب الإلحاح والتضرع فيه (ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون)..لكن ثمة شروط وتوقيتات يقدّرها المولى العزيز الحكيم لإجابة الدعاء .. فقد يؤخر الإجابة لسبب..
ومثال سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم خير مثال فقد تعرض للظلم والإيذاء والسخرية من قومه الذين حاربوا دينه فدعا عليه السلام عليهم عند الكعبة عندما تجرأ عليه عقبة بن أبي معيط ووضع (سلا جذور )على ظهره الشريف
..فقال عليه الصلاة السلام ( اللهم عليك بقريش: اللهم عليك بأبي جهل، اللهم عليك بعقبة بن أبي معيط، اللهم عليك بفلان ويعدّ سبعة من صناديد قريش.. فحقق الله الإجابة بعد حين وليس في نفس الوقت وبعد أن عانى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة فجاء النصر في بدر إذ صرعوا جميعهم وسحبوا إلى ( قليب بدر ) فألقوا فيه بعد ما انتفخت جثثهم..
* نعم إنه الدعاء والإلحاح فيه فمن يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له، ومن سرّه أن يستجيب له الله وقت الشدّة والضيق فليكثر من الدعاء في حال الرخاء وليعظم الرغبة.
.قال صلى الله عليه وسلم: يستجيب الله لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم أو يستعجل ..قالوا وما الاستعجال يا رسول الله؟! قال: «يقول: قد دعوتك يا رب، قد دعوتك يا رب فلا أراك تستجيب لي، فيتحسر عند ذلك فيدع الدعاء ) وهناك مثال سيدنا موسى وما تعرّض له ثم دعاؤه لزمن حتى أجاب الله دعوته..وكذلك مثال سيدنا أيوب عليهم السلام جميعاً وأولئك هم الأنبياء والرسل فكيف بنا نحن؟!