لقاء بدون موعد اللقاء الثانى |
لقاء فى المطار
طقطقة الأكواب تشتت تركيزها وهي تقرأ موضوعاً أدبياً في جريدة معروفة
حاولت أن تركز ذهنها حول مافي يدها...
لكن طقطقة الأكواب البلاستيكية عاد لأذنها مرةً أخرى ..
نظرت لتلك الطفلة المرحة التي تملأ صالة الإنتظار شغباً طفولياً
ابتسمت لمنظرها وتركت القراءة وهي تراقبها ..
لكن صوتاً جهورياً نادى بعمق ريم ..فتحت فاها مندهشة من يناديها؟
عاد الصوت مرةً أخرى ..صوتٌ مألوف تعرفه من زمن ..
رييييم...
وحين همت بأن تقول نعم رأته يتجه لتلك الطفلة ألم اقل لك
أن تهدأي ياصغيرتي ..؟
أمسك بمعصم الطفلة..وسار بهدوء..
هل يمكن أن يكون هو ؟
لا يمكن لها أن تجهل صوته ..حانت منه إلتفاتة فألتقت أعينهما
ياااااااه لا يمكن ....إنه هو...
خالد!!!
عادت بذاكرتها للوراء إلى ذلك اليوم الذي سمعت به صوت أمها
وهي تقول لا بد أن نقوم بواجب الضيافة لجيراننا الذين سكنوا إلى جوارنا قريبا...
تذكرت ملامحه لأول مرة وهو يدخل بيتهم بهدوءة لم يكن مثل باقي الأطفال
كانت عيناه عميقتان..وبسمته هادئة ..
ألفت اللعب معه في منزلهم وحديقتهم
وعلى تلك الأرجوحة التي كان يهزها بها...
حتى حجبت عنه وبقيت ملامحه في ذاكرتها..
وصوته يهز أوتار قلبها كلما جاء بصحبة أخيها
لقد أحتل ذهنها وقلبها وحتى لوحاتها الحالمه ....
حتى كان ذلك اليوم الذي سمعت فيه أمها
وهي تقول لوالدها:أم خالد اليوم كلمتني بموضوع...
..وش هو يا أم نواف؟
...تبي ريم لخالد وذا شي الكل متوقعه ...
لكن والدها صمت قليلاً ثم رد :الشاب ماعليه خلاف
والعيلة معروفه يا أم نواف بس ...
وش بس يابو نواف؟
....بصراحه أخوي طلبها لولده مهند وأنت عارفه صعب أقله لا ...
......بس أخوك أبو مهند من فترة وهو وعياله عايشين بأمريكا ...
.....ماتنسين إنهم ينزلون بين فترة وأخرى الرياض وأخوي يقول الولد هو الا يبيها ...
غار قلبها بصدرها وكيف لها أن تقول لا ..
تم كل شيء سريعاً..
ومازالت تذكر دموع خالد قبل زفافها وهو ينظر إلى نافذة غرفتها ...
لم تصدق وهي تراه كان لأول مرة يطرق نافذتها !!
كان يبكي ويقول: ريم بموت لو كنت لغيري..
لم تستطع غير البكاء ..
تم زفافها كانت ليلة زفافها بين الدموع والوجع..
لكن حب مهند لها قد إستطاع إستئصال كل وجع من قلبها ..
أيقظها من شرودها ذلك الصوت مرةًأخرى
أنت ريم لا يمكن أن اخطيء..!
صمتت!!
عيناها من خلف النقاب أغرورقت بالدموع ...
نعم لايمكن أن اخطيء!
مر زمن طويل..رييييم ..
نظرت للطفلة إلى جانبه إبنته ريم تشبه أباها كثيراً..
صوتٌ خشنْ أجش ناداها أم خالد تأخرنا
ألم تسمعي صوت نداء الطائرة؟
وطفل يركض نحوها هيا ماما ..
أتجهت نحو ذلك الرجل وهي تقول تم يابو خالد...
بقيت عينا خالد ترقبها وهي تغادر حتى أختفت بين
حشود المتجهين نحو طائرة واشنطن..
وهو يردد:
لا يمكن أن أخطيء لا يمكن أن أخطيء.!!!
تمت