واخيرا لقيت الكنز اللى اهلى سابوه لى |
أهلى ماتوا وسابو لى كنز ماحدش يتخيله .. قصة حقيقية
روحت ازور ابويا وامي زي عادتى كل جمعه هو ده اليوم الوحيد اللي كنت اقدر
اروح لهم فيه اتونس بيهم واخذ منهم طاقه عشان اقدر اكمل الحياه من غيرهم
ايوه كنت مكمله من غيرهم لانهم مش معايا هم دلوقتي في دار الحق الاثنين ماتوا
وسابوني لوحدي ماتوا في حادثه وهم راجعين من الحج ..
ما كنتش عارفه ساعتها افرح ولا احزن افرح عشان حسن ختمتهم ولا احزن
عشان فراقهم انا من بعدهم وحيده وحيده وتايهه في الدنيا لا ليا اخ اسند عليه ولا
اخت اترمى فى حضنها حتى اهلي اللي من لحمي ودمي بعدو عني بعدوا بعد ما
عرفوا ان بابا كتب كل املاكه باسمىكانوا شايفين ان الصلة اللى بيننا اتقطعت ..
ما خلاص ما فيش فلوس ما فيش ورث بس المفروض واللي انا عارفاه انت
صلتنا اكبر من الفلوس اللي بيننا صله الرحم ودم في نسب بس للاسف في
البطايق بس هم بصراحه قد موا عروضهم وخدماتهم بس طبعا بمقابل..
عمي مثلا قال لي انه مستعد يدير تجارة بابا كلها بس بشرط واحد وهو جوازي
من مصطفى ابنه ... انما بقى خالي كثر خيره كان واضح جدا قال لى هتتجوزي
ابني احمد يا اما انت في طريق وانا في طريق الدنيا فعلا بعد الام والاب مفيش
سند وظهر لا العم بيسند ولا الخال ..بيبقى والد
وبعد رفضي لعروضهم المغريه هما كمان رفضوني ورفضوا اي صلة بيننا تماما
وسابوني لوحدي سبوني اواجه الدنيا .. بنت عندها 20 سنهولوحدها
كنت لوحدي تماما و عشان اكون قد المسؤوليه سبت جامعتي واتفرغت لتجاره
بابا ما كانش ينفع ابدا اضيع تعبه وشقاه كنت ماشيه على نفس النهج بتاعه بكثر
من الصداقات و بساعد المحتاج دايما..
عمري ابدا ما هنسى الايه اللي كان بابا دايما بيقولها لي . (( لن تنالوا البر حتى
تنفقوا مما تحبون )) انا اتربيت اصلا على الاية دي اتربيت على حب الخير
ومساعده المحتاج انا فعلا كنت وحيده من الاهل وحيده من العيله بس سبحان الله
الخير بتاع ابويا ظهر لي دلوقت ... وبقى هو عيلتي واهلى وسندى ...
حياتي كانت عباره عن شغل طول الاسبوع ويوم الجمعه ازور ماما وبابا واقابل
عندهم الخالة زينب اللي تقريبا كنت بشوفها كل جمعه في المقابر ما اعرفش
كانت بتزور مين بس بصراحه كنت بحبها اوي كانت دايما بتهون عليا وتواسينى
كنت بحكي وافضفض معاها .. والغريب انها كانت دايما بتسمعني من غير ما
تمل او تزهق منى والاحلى من كل ده اللي اسمها زينب على اسمي .
الشغلكان ماشى كويس جدا و طبعا ده مش بسببى لوحدي بصراحه ده كان
بسبب اخلاص وضمير العمال اللي عندنا وقفوا معايا كانهم اهلي كانهم من نفس
دمي مع ان دمنا مش واحد ونهايه اسامينا مختلفه بس اللي بيننا كان اقوى من كل
ده .. الرابط اللي بيننا كان اخلاصهم لابويا وحبهم ليه حب من غير مصالح ولا
اهداف .. حب خالص لوجه الله تعالى وهو ده فعلا اللي بيبقى .
وهو كان دايما واقف في ظهري سندي من غير اي مقابل مجرد وجودك جنبي
كان بيطمني طبعا عايزين تعرفوا مين ..؟ اسعد كان اسمه ..أسعد ..
كان شغال معانا .. مش عارفه ليه كنت بحس فيه حنيه ابويا كنت بحس معاه
بمشاعر اكبر من الحب وهي الاحساس بالامان كنت بشوف فيه السند والضهر
اتعلقت بيك جدا بس طبعا بيني وبين نفسي ما كانش ينفع اظهر له حبي كان لازم
هو اللى يبدأ كنت دائما بحكى عنه للخاله زينب ..
وبصراحه كانت دايما تسمعني وتنصحني عمري ما هنسى اللي قالته لي لما
حكيت لها عنه قالت لي اوعي يا بنتى ترخصى نفسك ابدا مهما كانت مشاعرك
واحاسيسك لو بيحبك هيجيلك ما فيش راجل في الدنيا يقدر يدارى حبه كنت بسمع
كلامها وبنفذه انا فعلا ما ليش حد غيرها كان نفسي قوي تيجي تعيش معايا في
البيت انا اصلا عايشة لوحدي .. بس هي كانت رافضه تماما ده حتى كانت
رافضه تقول لي اي معلومات عنها ولا حتى مكان سكنها .
وفي يوم حصلت حاجه غريبه جدا اسعد قدم استقالته وقدم استقالته فجاه ومن
غير اي مبررات سالته كثيره عن السبب قال لي عادي مافيش اسباب .. كنت
حاسه ان في حاجه مش مظبوطه بس برضه في نفس الوقت ما اقدرش امسك فيه
اكثر من كده ..انا ما اقدرش استغنى عنه بس هو ما يعرفش كده ...
ما يعرفش هو ايه بالنسبالي كان لازم اسيبه براحته ما انا خلاص اتعودت على
فراق الاحبه دائما الطيبين بيسيبوني لوحدي في نص الطريق .. وفعلا اسعد ساب
الشغل ومشي وسابني محتاره من رد فعله ولما حكيت للخالة زينب ردت على
بكلام زود حيرتى اكثر و بسبب كلامها ده ما كنتش باعرف انام ولا ليل ولا نهار.
قالت لي .. اسعد معذور يا زينب مصطفى ابن عمك هو السبب استغربت كلامها
جدا قلت لها وهو مصطفى يعرف اسعد منين قالت لي دوري وانت هتعرفى قلت
لها انا مصدومه ..! وانت اصلا عرفتى الحاجات دي منين يا خاله زينب قالت لي
مش مهم يا زينب ... المهم تعرفي ان اسعد معذور طول الليل وانا محتاره ..!
الخالة زينب جايبه الكلام ده منين تعرفهم منين ..!
معقول تكون تبع عمي معقول يكون حد بعتهالي عشان تعرف اخباري اول باول
بس انا عمري ما شفت منها غير كل خير ليه بس كده يا ربى ليه دى هي واسعد
اكثر اثنين بطمن لهم في الدنيا ..
استنيت الجمعه الثانيه بفارغ الصبر لازم المره دي اعرف الحقيقه روحت من
بدري بس ما لقيتهاش استنيتها كثير اوي بس برضه ما جتش اول مره الخاله
زينب ما تجيش فى يوم الزيارة .. يا ترى ما جاتش ليه طلعت بسرعه وسالت
الحارس اللي واقف بره بس رده كان اغرب رد سمعته في حياتي قال لي مين
الخاله زينب دى يا انسه..؟
قلت لهم الخاله زينب اللي بتقعد معايا هنا هو انت ما بتشوفشناش ..!
قال لى بحزن لا حول ولا قوه الا بالله ..بصى يا بنتي انا عايزه اكلمك من زمان
في الموضوع ده بس كنت خائف عليكى ..
بصيت له باستغراب وقلت له موضوع ايه ..؟ وخايف علىا من ايه ..؟ قال لي
انا فعلا بشوفك هنا كل جمعه بس بشوفك لوحدك .. و بصراحه كده كنت بتقعدي
تكلمي نفسك بالساعات كان نفسي اسالك بتكلمي مين بس بصراحه كنت خايف
منك .. بصيت له وانا مش فاهمه هو بيقول ايه.. ايه الكلام العجيب اللي بيقوله ده
...! ده اكيد مجنون ومحتاج يتعالج ..
انا هاجي الجمعه الجايه وان شاء الله هلاقيها و افهم منها كل حاجه وعدت جمعه
وراها جمعه والخالة زينب فعلا اختفت وملهاش اى اثر نهائي معقول معقول كلام
الحارس يطلع حقيقه ..؟
حسيت ان ممكن الاقي حل عند اسعد هي اختفت بعد ما قالت لى ان اسعد
معذور.. جبت رقم اسعد من الشغل واتصلت بيه ... قلت له انا محتاجه لك و
محتاجة اشوفك ضروري و طبعا خلال نصف ساعه كان عندي في الشغل واول
حاجه قالها لي ... خير يا انسة زينب انتى كويسه ..؟ كان واضح جدا خوفه
وقلقوا علىا ...
انا اكثر واحده تقدر وتحس بامشاعر دى انا واحده شبعت حب في بيت اهلها
سهل اوي اعرف افرق بين المشاعر الحقيقيه و المشاعر المزيفه قلت له انا
عايزه اعرف انت ايه علاقتك بمصطفى ابن عمى ...
بص لي جامد اوي وعينيه كان فيها لما غريبه وقال لي بحزن .. ما فيش بيني
وبينه اي حاجه انا سبت الشركه كلها عشان ما اضايقش حد مني قلت له تضايق
مين .. ! مش فاهمه .. ياريت توضح اكثر .. ؟
قال لي اضايق حضرتك و استاذ مصطفى قلت له وانا مستغربه وهي ايه
علاقه مصطفى بيا ولا بالشغل ..؟
قال لي ازاي يعني مش هو يبقى خطيب حضرتك و قريب قوي هتتجوزوا
اتصدمت جدا من كلام اسعد بس صدمتى زادت اكتر لما عرفت ان مصطفى
فهم اسعد انى خطيبته .. فهمه كده لما حس باهتمامي بيه لدرجه انه عايزني
وحيده ... للدرجه دي بيكرهوني ..؟
اسعد فهم الحقيقه كلها والفرحة ظهرت على ملامحه وفي نفس اللحظه قال لي
تتجوزيني يا زينب وافقت طبعا على طول و في نفس اللحظه حدد تاني يوم
خطوبتنا وكانت بعد اسبوع بالضبط .. فرحتى باسعد نسيتني كل اللي حصل لي
حتى موضوع الخالة زينب وقررت انى اتجاهله و مقولش لحد عليه ..
بصراحه كلام الحارس خوفني جدا معقول تكون وهم معقول الخاله زينب مش
موجود اصلا ...؟ في الحياه عموما مهما كانت الحقيقه ما ينفعش تتحكي لحد لان
اول حاجه هتيجي في بالهم ان مجنونه.
أسعد جالى البيت هو باباه وطلبوا مني طلب غريب جدا ..! طلبوا مني ان
خطوبتنا تكون في المستشفى .. !! بصراحه اتصدمت جدا من كلامهم بس لما
عرفت السبب عذرتهم .. والسبب ان والدة اسعد في غيبوبه من فتره كبيره..
قلت لأسعد خلاص مش مشكله نتخطب دلوقتي وممكن ناجل لغايه ما تبقى
كويسه .. قال لي انا محتاج افرحها باي شكل يمكن تحس بيا وتفوق الدكاتره قالوا
استحاله تفوق خالص .. قالوا ان الموضوع مساله وقت مش اكتر بس انا حاسس
انها هتفوق ..
هي كان نفسها تفرح بيا ويمكن لما تشوفنا مع بعض تفرح و ترجع لي ثاني كلامه
وجعني .. انا اكثر واحده في الدنيا حاسه بيه انا اكثر واحده في الدنيا عارفة
الوجع دة ..وافقت طبعا من غير اي نقاش واتجمعنا اليوم ده في المستشفى واسعد
خدنى من ايدي وقربني من مامته عشان اشوفها .. و اول ما شفتها صرخت ايه
ده ازاي ..!! قربت منها اكتر عشان اتاكد بس فعلا هي الخاله زينب قلت معقول
الخالة زينب ..؟
اسعد قال لي انتى تعرفيها قلت له طبعا اعرفها عز المعرفه قال لى بلهفه تعرفيها
منين ..؟
حكيتله عن بدايه معرفتى بيها وحكيت له عن اختفائها وكمان قلت له عند دفاعها
عنده .. سمع كل كلامي وبعدين قال لى بصدمه ازاي كنتى بتشوفيها ..؟ امي
بقى لها شهور في غيبوبه من يوم وفاه باباكي ومامتك بصيت له وانا مصدومه
وقلت له انت بتقول ايه ازاي الكلام ده ..؟
قال لي امي اصلا كانت مع اهلك في الحادثه كانت معهم في حجه اهلك هم اللي
مطلعينها على حسابهم ومن ساعة الحادثة وهي في غيبوبه زي ما انتى شايفاها
كده .. الدكاتره بيقولوا ما فيش امل بس انا حاسس انها هتفوق .. ماكنتش قادره
استوعب كلامه ايه اللي هو بيقوله ده يعني ايه في غيبوبه بقى لها شهور امال انا
كنت باشوف مين ..؟
ما بقتش عارفه اكذب مين اكذب نفسي ولا اكذب الواقع اللي قدامي عرفت بعديها
ان اهلي كانوا بيساعدوها دايما و كمان طلعوها الحج معاهم هما فعلا كل سنه
كانوا بيطلعوا حد معاهم بس ما كانوش بيقولوا تفاصيل ابدا ..
بس ازاي كنت بشوفها وهي فى غيبوبة دى كانت بتتكلم معايا بس برضه الحارس
قال لي انا كنت باتكلم مع نفسي ياه دماغي وجعتني انا خلاص مش فاهمه حاجه .
كنت بروح المستشفى يوميا اقعد جنب الخالة زينب اتكلم معاها زي ما كنت
متعوده مجرد وجودها جنبي بيطمني وفي يوم وانا قاعده جنبها و ماسكه ايديها
حسيت بيها وهي بتضغط على ايدي ايوه ضغطت على ايدي جامد واسعد كان
جنبي وشايف بنفسه ..
نادينا على كل الدكاتره بس للاسف اول لما وصلوا قالوا لنا خلاص فارقت الحياه
و بعد سنه من وفاتها اتجوزت انا واسعد اتجوزنا بعد ما اتاكدنا من ان ما لناش
غير بعض .. و بصراحه كان ومازال نعم الزوج لقيت فيه حنيه ابويا و طيبه امي
وسند الاخ اللى مفتقداه .
لقيت فيه ريحه الجنه بس على الارض السعاده اللي انا فيها مش من فراغ دة
حصاد ازرعة اهلي حصاد الخير اللي كانوا بيعملوه هم مشيوا وسابوني بس
عملهم الطيب كان ملازمني طول الوقت.. ظهور الخاله زينب ليا وهي في
الغيبوبه اكيد ربنا عمله عشان يهون علىا ويواسينى ..
وكل ده كان بسبب الزرعة الزرعة اللى ابويا زرعها وساب خيرها يعم عليا من
بعده انا كده تاكدت ان ابويا نال البر والخير اللي كان بيعمله هو السبب ..
انا بقى ورثت منه الخير ده .
دة ورثى الحقيقي مش الفلوس والاملاك ورثى الحقيقي كان متمثل في الاية دي
((لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)) عشان كده لازم تعرفوا انك عندما
تتصدق فانت لا تنفق نقودك بل ترسلها الى نفسك في زمن اخر ..
تمت.