ماذا يحدث قبل الفجر بساعة |
ما هو الحدث العظيم الذى يحدث كل ليلة قبل الفجر بساعة
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
﴿ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي ﴾
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومَن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
ارجوا منكم اخوانى واحبتى فى الله ان تقرأو الى الموضوع كاملا ففيه منفعة وعظة لنا جميعا والتى قد يغفل البعض عنها ..
ان ما يحدث قبل الفجر كل ليلة لهو امر جلل حيث يتنزل الله سبحانه وتعالى الى السماء الدنيا وقد لخص النبي ( صلّ الله عليه و آله وسلم ) مشهد الثلث الأخير من الليل في كلمات بسيطة عندما قال :-
تعرف على «ساعة» نزول الله إلى سماء الدنيا ليجيب حاجة عباده يوميًا
“يَتَنَزَّلُ رَبُّنَا -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ“
(رواه البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: عَنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-).
ويستمر هذا الوضع حتى يطلع الفجر فهل تتخيلون عظمة هذا النداء الرباني العظيم ..
كيف نعرف أن الثلث الاخير من الليل قد بدأ ؟؟
وهنا يتبادر الى اذهاننا أول سؤال وهو كيف نعرف أن الثلث الاخير من الليل قد بدأ ؟؟
والجواب هو أن الثلث الأخير من الليل يبدأ قبل آذان الفجر بساعتين ..
وهذا الوقت هو أفضل وقت في الليل كله فكم من تائب ماغُفر ذنبه إلا في هذا الوقت
وكم من سائل تأخرت إجابة دعائه فلما دعا في هذا الوقت انفرجت المصيبة واستجاب الله الدعاء
وكم من مسلم يأس من أن تدمع عينه من خشية الله فتفاجأ بدمعته تنزل بسرعة على خده في هذا الوقت
إنه وقت شريف عزيز فيه روحانية عجيبة فإذا غارت النجوم وهدأت الجفون ونامت العيون ؛ ولم يبق إلا الحى القيوم فتوضأ وضوءك ؛والبس أحسن ثيابك ؛واستقبل القبلة ؛ وقل :-
الله اكبر
وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين
إن لله تعالى عبادا يحبونه ؛ ويحبون لقاءه,وينتظرون هذا الثلث الأخير من الليل بفارغ الصبر فى كل ليلة,
ولايزالون يجاهدون أنفسهم بالنوم والاستيقاظ إلى أن يفوزوا مع من فاز بهذا الوقت الشريف
ولهذا فمن اختبار الله لنا أنه قد جعل الوقت الذى ينادى فيه العباد هو في هذا الوقت المتاخر ... لماذا ؟
ليهتم بذلك من كان صادقا في رغبته بفضل الله ورحمته فإذا قاوم الإنسان رغباته وقاوم ملذاته من النوم او الإنترنت أو التلفاز أو غيرها من الأشياء
لو ترك كل هذا وتوجه إلى ربه وقام بين يديه في هذا الوقت العزيز الشريف فإن الله تعالى بالمقابل سيعطيه أكثر مما ترك وسيفتح له من الرحمات ما لم يخطر له على بال .
قال النبي (صلّ الله عليه و آله وسلم) :- [ إن فى الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله فيها خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا اعطاه إياها وذلك كل ليلة ] رواه مسلم.
وبعض الناس يستغل هذا الوقت في الشكوى إلى الله تعالى ممن ظلمه
وهذا حق من حقوقه لا يستطيع أحد أن ينكرها عليه لقد كفل الله له هذا الحق
قصة المراة التى استجاب الله دعاءها فى الفجر
لهذا يروى أن:- أحد الوزراء قد اعتدى على أموال امرأة عجوز فسلبها حقوقها وصادر أملاكها ,فذهبت إليه العجوز تبكى وتشتكى من هذا الظلم ،، ما أعطاها حقها
,فقالت :- لأدعون الله عليك ، فأخذ يضحك منها ياستهزاء ويقول لها :- عليكِ بالثلث الأخير من الليل
يقول ذلك استهزاءً .. أعوذ بالله !! تستهزئ ! أتهزأ بالدعاء وتزدريه ** وماتدرى ما صنع الدعاء .
وفعلا ذهبت العجوز وداومت على الدعاء في الثلث الاخير من الليل,
فما هو إلا وقت قصير حتى عزل الوزير ,وسلبت امواله وأخذوا عقاره ثم جلدوه في السوق جلد تأديباً له على أفعاله بالناس
,فمن الذى مر عليه ؟.. إنها العجوز
مرت عليه العجوز وقالت له :- لقد أحسنت اذ وصفت لى الثلث الاخير من الليل فوجدته أحسن ما يكون ..
نعم الثلث الاخير من الليل خطر على الظلمة فلينتبهوا لأن من الناس من هو معتاد على أن يستيقظ في كل يوم قبل آذان الفجر بربع ساعة أو نصف ساعة أو ساعة
فيكون هذا الرجل قد أدرك الثلث الأخير من الليل ؛ربما هنا في تلك اللحظة يتذكر ظالم قد ظلمه فيدعو عليه .. هذه مصيبة !!
لذلك هؤلاء أهل الثلث الأخير من الليل ابتعد عنهم لاتؤذهم لإنهم يملكون سلاحٌ لايستهان به ..
سئل الإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه :- كم بين الأرض والعرش ( عرش الرحمن ) ؟
فما أجاب بالأميال ولا بالكيلومترات,أتدرون ماذا قال ؟
قال :- بيننا وبين العرش دعوة مظلوم .... فكيف إذا كانت في آخر الليل أيضاً ؟
فمن كان يداوم على الثلث الأخير من الليل ويذوق حلاوته فإنه لن يستطيع أن يستغنى عنه
الخلاصة
هذا الليل له وقت فاضل عزيز وهو الثلث الاخير من الليل وقليل من العباد يعيش فيه وإلا فالغالب يكون من النائمين
فكن انت من النادرين فإنك لاتدرى والله في أى ليلة من الليالى سيكتب ربك لك الجنة