حلقت 29 قاذفة قنابل بين الغيوم في سماء.
مدينة ناجازاكي اليابانية ملقية 22 طنا من قنابل البلوتنيوم والمعروفة باسم (االرجل البدين).
وكان الضؤ الابيض المبهر الذي خلفه الانفجار
قد اصبح معتادا بالنسبة ل تسوتومو ياماجوتشي وهو مهندس كان قد اصيب اصابات خطيرة قبل
ثلاثه ايام فقط في الهجوم النووي على هيروشيما وقد ذاعت قصة الرجل بعد سبعون عاما.
وهو الرجل الذي شهد الانفجارين النوويين منفصلين لكن الله وهبه الحياه ليروي لنا الحكاية .
الرجل الذى نجا من القنبلة الذرية مرتين يروى تفاصيل ماحدث .
تسوموتو ياماجوتشي كان يعد عدتة لمغادرة
هيروشيما وقت سقوط القنبلة النووية عليها. كان ياماجوتشي مهندسا بحريا في مهمه عمل
لثلاثة اشهر لدى شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة في هيروشيما. وكان يوم السادس من
اغسطس 1945 هو المفترض ان يكون آخر ايامه بالمدينة بعد ان قضي هو وزملاؤه طوال الصيف
في تصميم حاملة نفط جديدة وكان الرجل يتطلع الى العودة الي زوجته هيزاكو وطفله الصغير
كاتسوتشي
وفي الثامنة والربع من صباح ذلك اليوم كان
ياماجوتشي يسير مترجلا الى ميناء ميتسوبيشي لآخر مرة حين سمع ازيز الطائرات فوق رأسه
فنظر الى السماء ليرى قاذفة قنابل امريكية من طراز b29 تحلق فوق المدينة ملقية جسم صغير معلقا
في باراشوت وفجأة اضاءت السماء بضؤ يشبه الماغنسيوم حينها انزلق ياماجوتشي في حفرة قبل
سماع صوت انفجار كالرعد يصم الآذان حاملة معها ياماجوتشي في الهواء ملقية به الى احد
حقول البطاطس على بعد اقل من ميلين من مركز الإنفجار وقد اصيب اصابات بالغة .
يقول ياماجوتشى
لم اكن اعلم ماذا حدث اصبت بالاغماء لوهله
وعندما فتحت عيناي لم ار شئ وكان الجو معتما. كان امرا يشبه بدايه عرض لفيلم داخل سينما
حينما تحيطك ومضات الاضاءه قبل عرض صور الفيلم مباشرة دون وجود اي صوت وقد اثارت القنبلة
كمية هائله من الرماد حجبت شمس ذلك الصباح .وكان ياماجوتشي محاطا بالحطام المتساقط
حينما رأى سحابة تشبه نبات عيش الغراب تتصاعد في سماء هيروشيما وقد احترقت اطرافه الاربعة
واصيبت طبلة اذنه اصابات بالغة .
تساءل ياماجوتشي في نفسه وهو مصاب بالدوار
عما بقي من ميناء ميتسوبيشي وهناك وجد اثنين من زملائه ممن نجوا من الانفجار
هما اكيرا ايواناجا وكونيوشي ساتو وامضوا ليلتهم في مأوي في العراء واستيقظوا في السابع
من اغسطس ثم توجهوا جميعا الى محطة القطار التي كانت لاتزال تعمل وفي طريقهم الى المحطه
كانت رحلتهم تشبه الكابوس بين الحرائق والحطام والكباري التي تحول الكثير منها الى
اطلال حتى انه عبر احد الانهار سابحا وسط الجثث الطافيه على صفحة النهر ثم استقل القطار
وسط الركاب المصابين والمحترقين متوجها الى موطنه مدينة ناجازاكي
بينما عاد ياماجوتشي الى زوجته وابنه اتجهت
انظار العالم اجمع الى هيروشيما وقد القى الرئيس الأمريكي هاري ترومان بعد 16 ساعه
من الانفجارخطابا اعترف فيه باستخدام السلاح النووي وقال(انها تسخير للقوة الرئيسية للكون
القوة التي تستمد منها الشمس قوتها استخدمناها ضد هؤلاء اللذين جلبوا الحرب الى الشرق
الاقصى ان قاذفة قنابل من طراز b29 تسمى اينولا جاي اقلعت من جزيره تينيان
بالمحيط الهادي لمسافه 1500 ميل قبل ان تلقي بقنبله اسمها ليتل بوي على مدينه هيروشيما
وقد قتلت القنبلة على الفور حوالي 80 الف انسان وسوف تقتل عشرات الالاف في الاسابيع
التالية وقد حذر هاري ترومان في خطابه اليابان بضرورة الاستسلام والا ستمطر عليها السماء
دمارا لم ير كوكب الارض مثله من قبل )
وصل ياماجوتشي الي ناجازاكي صبيحة الثامن
من اغسطس وتم نقله الى المستشفى ورغم ان الطبيب المعالج كان زميل دراسه سابق الا انه
لم يستطع التعرف على ياماجوتشي بسبب الحروق الشديدة على وجهه ويديه حتى أسرته لدرجه
ان أمه حين رأته بالضمادات والشاش حول جسده ظنت انه شبحا
سحابة نووية فوق ناجازاكي
رغم إصابته تحامل ياماجوتشي على نفسه وخرج
الى مقر عمله في مكتب ميتسوبيشي في ناجازاكي صباح التاسع من اغسطس .وفي حوالي الحادية
عشرة صباحا حيث قابل مديرا بالشركة لإعداد تقرير عما حدث في هيروشيما وحينما حكى له
ياماجوتشي عن احداث هيروشيما اتهمه مديره بالجنون حيث قال له كيف لقنبلة واحدة ان تدمر
مدينة بأكملها
حينها حاول ياماغوتشي أن يدافع عن نفسه
عندما انفجر المشهد في الخارج فجأة مع وميض أبيض براق آخر. انبطح ياماغوتشي على الأرض
ثوان فقط قبل حدوث موجة قصف اخرى حطمت نوافذ المكاتب وتناثرالزجاج
المكسور والحطام المتساقط في انحاء الغرفة. "،
قال ياماغوتشى في وقت لاحق لصحيفة الاندبندنت.
كانت القنبلة الذرية التي ضربت ناجازاكي
أكثر قوة من التي سقطت على هيروشيما، ولكن ياماغوتشي أدرك ذلك في وقت لاحق،
هرع ياماغوتشي في ناجازاكي التي دمرتها
القنبلة للاطمئنان على زوجته وابنه. انه يخشى الأسوأ عندما رأى أن جزءا من منزله قد
تهدم وتحول إلى ركام، لكنه سرعان ما وجد أن كلاهما كان قد أصيب فقط بجروح سطحية. لأن
زوجته كانت خارج المنزل عندما وقع الانفجار، وقالت انها والطفل قد احتموا باحد
الانفاق. كان ذلك حتى الآن تطور آخر غريب. إذ لم يصب ياماغوتشي في هيروشيما ولا عائلته
في ناجازاكي اليابانية
في الأيام التالية تعرض ياماغوتشي لجرعة
مزدوجة من الإشعاع تساقط شعره، وتحولت الجروح في ذراعيه الي غرغرينا،
وبدأ يتقيأ باستمرار. وكان لا يزال يقبع في ملجأ مع عائلته عندما أعلن الإمبراطور
هيروهيتو استسلام اليابان في البلاد في البث الإذاعي. "،
وقال ياماغوتشي في وقت لاحق للتايمز. "كنت لا آسف ولا سعيد. كنت اعاني من مرض خطير
مع حمى، ولا استطيع تناول أي شيء تقريبا، حتى المياه الصالحة للشرب. وأعتقد أنى كنت
على مشارف الموت".
بعد تساقط العديد من الضحايا من التعرض
للإشعاع، ياماغوتشي تعافى ببطء وذهب ليعيش حياة طبيعية نسبيا. عمل كمترجم للقوات المسلحة
الامريكية خلال احتلالهم اليابان،.