تروي الفتاة أنها كانت من أسرة فقيرة معدمة، وكانت بمرحلة الثانوية العامة وبالكاد تستطيع أسرتها دفع أقساطها، وببداية الصف الدراسي جلست الفتاة بجانب زميلة لها بالصف، كانت في غاية الجمال والأناقة والذوق الرفيع حتى في انتقاء الكلمات أثناء التحدث مع الآخرين، لقد بهرت الجميع بأسلوبها الفريد؛ وأثناء الصف وجدت الفتاة فاحشة الثراء صديقة وفية في الفتاة الفقيرة، وأحبتها من كل قلبها، فكانت تساعدها دوما دون أن تحرجها ولا تهينها، ولكن الفتاة لم تكن تحمل لها إلا الكره والبغض والشحناء.
الحسد كالنار التي تأكل صاحبها:
وبالصدفة في يوم من الأيام اكتشفت الفتاة الفقيرة أن الشاب الذي لطالما أحبته وتعلقت به بكل جوارحها يحب صديقتها “الفتاة الغنية” فاندلعت نار الحسد والحقد فى قلبها و حولتها إلى شخصية تقوم بافعال شنيعة آذت بها الفتاة طيبة القلب، مستخدمة حب الفتاة لها وائتمانها على أسرارها وذلك باستخدام وسائل رخيصة ضد الفتاة الطيبة التي اعتبرتها صديقة دربها ووكانت تحمل لها كل مشاعر الحب والإخوة فلطالما كانت تخبرها بأن الله لم يشأ أن يرزقها بإخوة ولكن من عليها بصديقة وفية مثلها.
مكائد قلب مليء بالحسد:
لكن الفتاة الفقيرة دوما ما كانت تحنق على الفتاة الغنية وتحسدها على ما أتاها الله من نعم كثيرة فبدأت بنشر الأكاذيب حول سمعة الفتاة البريئة بهدف إبعاد حبيبها عنها، ونجحت خطتها الدنيئة وصارت الفتاة لا تقوى على الذهاب إلى المدرسة لاستكمال دراستها حيث أنها لم تحتمل نظرات من حولها لها؛
وبيوم من الأيام من كثرة ما ألم بالفتاة الغنية من تعب نفسي وجسدي بها طلبت من أسرتها أنها تريد مقابلة صديقتها “الفتاة الفقيرة”، فأرسلوا في طلبها السائق بسيارتهم الخاصة،
وما زالت الفتاة تحسد صديقتها على نعمة الثراء الفاحش، وعندما وصلت عند صديقتها المحطمة والتي كانت هي السبب وراء كل ما حدث لها، وجدتها تصلي فرض العشاء إذ أنها كانت دائما ما تحافظ على حقوق ربها وأثناء سجودها أغشي عليها، حاولت الفتاة الفقيرة أن تساعدها ولكنها لم تستطع فاستنجدت بأهلها، وقلب الفتاة الفقيرة يملؤه الحسد والبغض ففي تلك الحالة المزرية للفتاة المسكينة تحسدها على خوف أهلها عليها.
الوداع قبل مفارقة الحياة:
نقلها أهلها إلى المستشفى بأسرع ما يمكن، وكانت هناك المفاجأة للفتاة راوية القصة وأهل الفتاة الطيبة إذ أن الفتاة الغنية كانت تحمل قلبا متعبا به انسداد في الشريان الرئيسي، وأجمعوا الأطباء بأنها تحتاج إلى عملية جراحية على الفور، وبعد الانتهاء من العملية استعادت الفتاة وعيها ولكنها طلبت محادثة صديقتها التي أتت على الفور،
وحال وصولها أخذت عليها الفتاة الطيبة عهدا بأن تكمل هي كل ما حلمت به، أن تصبح طبيبة أمراض قلبية، وأن تتزوج من الشاب الذي لطالما حلمت به، وأخيرا دائما ما تزور أهلها حتى تخفف عنهم فراق ورحيل ابنتهم، وفارقت الفتاة طيبة القلب الحياة.